السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رأيت الشمس قد غربت ولن تعود إلى نورها . . . . . رأيت القمر قد غاب ولا يضيئ لنا أبدا . . . . والشجيرات قد جفت أوراقها . . . والطيور قد إنقطعت عن ألحانها وتغريدها . . . و و و و . . . . . . . . . . . . . . .
إنها مصيبه وأعظم مصيبه . . . . . هل إشتقتوا لمعرفة ماهي أعظم مصيبه . . ؟؟؟
هل موت آباءنا أوأمهاتنا أوأخواننا أوأخواتنا هي مصيبه؟؟
الموت مصيبة كما سماه المولى عز وجل, قال تعالى: { فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ } [106] سورة المائدة
وتتعاظم المصيبة كلما كان الميت عزيزًا على أحبائه ...
وتصبح المصيبة أفجع إذا ترك الميت العديد من الأشياء التي تذكر أحباءه به...
ويمتلئ القلب بالحزن إذا كان هذا الشخص العزيز له أفضال كثيرة عليك وعلى كل من تحب .....
سيتبادر إلى ذهنك الآن سؤال طبيعي
وما علاقتي أنا بهذا الكلام؟ هذه المعلومات ربما تكون صحيحة ولكني لم أشعر هذا الشعور من قبل؟
هذا الكلام بالنسبة لي كلام نظري !!
ولهذا كان لنا هذا اللقاء لكي أخبرك بالمفاجأة!!
ارجع ببصرك إلى المقدمة وراجع المشهد من جديد ....
هل أنت متأكد من أنك لم تفقد أبدًا شخصًا بهذه المواصفات؟
فكر قليلاً ........
للأسف كلنا فقدنا شخصًا عزيزًا يحمل هذه المواصفات بل وأكثر منها ولكننا نسينا أو تناسينا هذه المصيبة...
هل عرفته الآن؟
نعم ..بالضبط ..... إنه بالفعل الشخص الذي يدور بخلدك الآن ......
إنه النبي صلى الله عليه وسلم:
أعز من فقدته هذه الأمة في تاريخها الطويل على مر العصور. والكلام عن موت النبي e يثير في القلب الأحزان والأشجان ولكنه يهون من فقد أي حبيب في الدنيا لذلك أحببت أن أختم هذه المجموعة من المقالات عن الموت بموت النبي e حتى يعلم الشباب أن الموت حتم ولازم على العباد وأن الكل سيشربون هذا الكأس المر.
وليعلم المسلمون أن كل مصيبة تهون أمام هذه المصيبة الكبرى.
قال القرطبي مبينًا عظم هذه المصيبة وما ترتب عليها من أمور:
من أعظم المصائب المصيبة في الدين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي, فإنها أعظم المصائب» وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي، وماتت النبوة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب, وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه.
والآن أدعكم مع هذه اللحظات المؤثرة .....
يقول الدكتور محمد علي الصلابي:
' كان أبو بكر يصلي بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين، وهم صفوف في صلاة الفجر، كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، ينظر إلى المسلمين، وهم وقوف أمام ربهم، ورأى كيف أثمر غرس دعوته وجهاده, وكيف نشأت أمة تحافظ على الصلاة، وتواظب عليها بحضرة نبيها وغيبته، وقد قرت عينه بهذا المنظر البهيج، وبهذا النجاح الذي لم يقدر لنبي أو داعٍ قبله، واطمأن أن صلة هذه الأمة بهذا الدين وعبادة الله تعالى صلة دائمة، لا تقطعها وفاة نبيها، فملئ من السرور ما الله به عليم, واستنار وجهه وهو منير يقول الصحابة رضي الله عنهم: كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح، وظننا أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة، وأرخى الستر وانصرف بعض الصحابة إلى أعمالهم، ودخل أبو بكر على ابنته عائشة وقال: ما أرى رسول الله إلا قد أقلع عنه الوجع، وهذا
يوم بنت خارجة، إحدى زوجتيه, وكانت تسكن بالسنح فركب على فرسه وذهب إلى منزله.
في الرفيق الأعلى:
واشتدت سكرات الموت بالنبي صلى الله عليه وسلم, ودخل عليه أسامة بن زيد وقد صمت فلا يقدر على الكلام، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة، فعرف أنه يدعو له، وأخذت السيدة عائشة رسول الله وأوسدته إلى صدرها بين سحرها ونحرها، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فقالت عائشة: آخذه لك؟ فأشار برأسه: نعم، فأخذته من أخيها ثم مضغته ولينته وناولته إياه فاستاك به كأحسن ما يكون الاستياك، وكل ذلك وهو لا ينفك عن قوله: «في الرفيق الأعلى» وكان صلى الله عليه وسلم يدخل يده في ركوة ماء أو علبة فيها ماء، فيمسح بها وجهه ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» ثم نصب يده فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى».. حتى قبض ومالت يده, وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم أعني على سكرات الموت».
وفي رواية: أن عائشة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند ظهره يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني, وألحقني بالرفيق الأعلى».
وقد ورد أن فاطمة رضي الله عنها قالت: واكرب أباه! فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم», فلما مات قالت: يا أبتاه.. أجاب ربا دعاه، يا أبتاه.. جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه.. إلى جبريل ننعاه, فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة لأنس: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! '.
تفاقم الأحزان على الصحابة
وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها. قال أنس: ما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرقت فبات ليلي لا يزول وليل أخي المصيبة فيه طول
وأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلَّت عشية قيل: قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبريل
وذاك أحق ما سالت عليه نفوس الناس أو كادت تسيل
نبي كان يجلو الشك عنا بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ملاما علينا والرسول لنا دليل
أفاطم, إن جزعت فذاك عذر وإن لم تجزعي فهو السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر وفيه سيد الناس الرسول
وفي الصحيحين من حديث أنس قال: قال أبو بكر لـعمر رضي الله عنه وأرضاه: يا عمر ! اذهب بنا إلى أم أيمن -هذا بعد وفاة رسول الله، وهي مولاة كانت مرضعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عجوز مسنة كان يزورها صلى الله عليه وسلم في حياته- قال: اذهب بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان صلى الله عليه وسلم يزورها.. يا للتواضع! يا للتمسك بالسنة! يا للحرص على الأثر! فذهبا رضوان الله عليهما، فلما وصلا إلى أم أيمن بكت، فقالا: ما يبكيك يا أم أيمن ؟
قالت: أبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: والله إني أعلم ذلك، ولكن أبكي على أن الوحي انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان رضوان الله عليهما.
قبل الوفاة كانت اخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً) فبكى ابو بكر الصديق رضى الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال : هذا نعي رسول الله عليه السلام .
ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة ايام نزلت اخر آية في القرآن (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اريد ان ازور شهداء احد فراح لشهداء احد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انت السابقون ونحن انشالله بكم لاحقون واني بكم انشالله لاحق. وهو راجع بكى الرسول فقالوا ما يبكيك يا رسول الله
قال: اشتقت لأخواني
قالوا: اولسنا اخوانك يا رسول الله
قال: لا انتم اصحابي اما اخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
وأخيراً أرجومن كل من عرف هذه المصيبه العظيمه أن يعمل بأربع حاجات لحب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهي:
1. كثرة الصلاة عليه 2. زيارة مدينته 3. اتباع سنته 4. دراسة سيرته اعمل الاربعة فستشعر ان حب النبي تغيّر في قلبك فيبقى احب إليك من ولدك ومالك واهلك واحب اليك من الناس اجمعين
اقول قولي هذا وأسأل الله تبارك وتعالى ان يجمعني واياكم في الفردوس الاعلى وان يجمنا رفقاء للنبي عليه الصلاة والسلام في الفردوس الأعلى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته